أقام المنتدى الثقافي في الضنية بالتعاون مع إتحاد بلديات الضنية وبلدية بخعون ومجلة صدى الضنية، ندوة حول كتاب "الضنية عبر العصور" لمؤلفه محمد مصطفى يوسف، في قاعة مجمع الضنية للرعاية والتنمية في بلدة سير ـ الضنية، توقيع كتاب "الضنية عبر العصور" الطبعة الثالثة

974     April 20, 2016

توقيع كتاب "الضنية عبر العصور" الطبعة الثالثة:

أقام المنتدى الثقافي في الضنية بالتعاون مع إتحاد بلديات الضنية وبلدية بخعون ومجلة صدى الضنية، ندوة حول كتاب "الضنية عبر العصور" لمؤلفه محمد مصطفى يوسف، في قاعة مجمع الضنية للرعاية والتنمية في بلدة سير ـ الضنية، بحضور النائب أحمد فتفت ومنسق تيار المستقبل في الضنية هيثم الصمد، والفنانين أنطوان كرباج وأنطوان أبو جودة وأنطوان غندور، ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات ثقافية وإجتماعية وفنية وتربوية.
جمال
بعد النشيد الوطني، ألقى عضو المنتدى زياد جمال كلمة قال فيها إن "التاريخ الغابر الذي يجمعنا اليوم في كتاب الضنية عبر العصور هو ثقل التاريخ الذي ما زلنا نعيش تحت تأثيره، هذا الثقل الذي انبرى له محمد يوسف بكل روح متوثبة وهمّة عالية وإيمان ثابت وإرادة صلبة وعاطفة نبيلة نحو هذه الضنية للبحث عن العناصر الوجودية والضرورية لكتابة تاريخ هذه المنطقة. ولما كان التاريخ مرآة الأمم، يعكس ماضيها ويترجم حاضرها ويستلهم مستقبلها، كان من الأهمية بمكان الإهتمام به والحفاظ عليه ونقله إلى الأجيال نقلاً صحيحاً بحيث يكون نبراساً وهادياً لهم في حاضرهم ومستقبلهم، فالشعوب التي لا تاريخ لها لا وجود لها، إذ به تقوم الأمم وهي تحيى بوجوده وتموت بانعدامه".
سعدية
ثم ألقى رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية كلمة رحب فيها بوجود الفنان أنطوان كرباج بين الحضور في منطقة الضنية، "فهو الفنان الذي رفع إسم لبنان عالياً بمختلف المحافل الفنية والثقافية".
وقال: "عندما قدمت لكتاب الضنية عبر العصور في طبعته الأولى منذ عشر سنوات ونيف، في ندوة أقيمت في فندق جنة لبنان في بخعون، إعتبرته حينها واحداً من الكتب التي كشفت النقاب عن الوجه الجميل والطيب للضنية".
وأضاف: "عندما نفدت الطبعة الأولى والثانية من الكتاب، طلبنا من المؤلف ودعمنا خطوته، إنجاز طبعة ثالثة منه، لأنه كتاب ثمين وجيد يفترض أن يكون في مكتبة وبيت كل عائلة في الضنية، كما سعينا لأن تنشر فقرات منه في مجلة "أجنحة الأرز" التي تصدرها شركة طيران الشرق الأوسط، إيماناً منا بأن مسؤوليتنا في إتحاد بلديات الضنية ليست إنمائية فقط، بل ثقافية أيضاً، لأن الإنماء والثقافة توأمان".
عثمان
ثم ألقى رئيس تحرير مجلة صدى الضنية الدكتور رياض عثمان كلمة اعتبر فيها أن المؤلف "حمل رسالة منطقته الضنية بعدما وجد تعتيماً إعلامياً يلحق بها"، مشيراً إلى أنه "لم يكتف بتغليب الجانب العاطفي في أسلوبه بل عمد إلى أن يكون علمياً، وإن كان ذلك محاولة حثيثة، إلا أن العاطفة طغت على أسلوبه إلى حدّ أن جعل قراءته سلسة للقارىء، مع الإشارة إلى أن عنوان الكتاب يعد فضفاضاً نتيجة تلك العاطفة، وحبذا لو لو كان عنوانه: "الضنية من العهد العثماني إلى القرن العشرين"، فهو الأنسب لما ورد في المضمون".
ورأى أن "المؤلف لم يكن يكتفي بسرد الوقائع التاريخية وأحداثها سرداً عابراً، ما يجعله كثير الإستطراد"، معتبراً أن "الكتاب يمكن أن يصنف في التاريخ والإجتماع والأدب الشعبي والجغرافيا والسياسة الديمغرافية. فهو يقرب من العمل الموسوعي إذا رفعنا عنه غطاء الحكم الأكاديمي وتركنا لمؤلفه أن يحب ضنيته كما يحلو له، وإذا سلمنا بأنه مقتنع بأن الأفراد قادرون على صنع تاريخهم، وأن الإعلام ليس مجلة أو جريدة فقد يكون كتاباً".
حمدي يوسف
ثم ألقى الأمين العام للمنتدى الثقافي في الضنية أحمد حمدي يوسف مداخلة إعتبر فيها أن المؤلف "بذل جهوداً ولاقى مشقات وعثرات من أجل كتابة تاريخ الضنية، وهو عمل فذ حاول فيه الكاتب إنارة جوانب من حياة المنطقة في البعيد من الحقب وفي القريب منها، لأن تأريخ الضنية من الصعوبة بمكان، وقد أشار إليها المؤلف في أكثر من موقع في كتابه".
ورأى أن "الرحالة والمؤرخون الأقدمون لم يولوا الضنية العناية الخاصة، لأنهم بحثوا في المدن ولم يكترثوا لحياة الأرياف. ولا شك أيضاً أن هذه المنطقة كانت مأهولة في الزمن الذي سبق الإسلام وناسها من الرومانيين والبيزنطيين والفينيقيين، بدليل الآثار الكثيرة التي تركها الأقدمون في القرى من قلاع ونواويس ومدن ومعابد ومعاصر وأعمال في الصخر. وفي الحقبات الإسلامية اللاحقة ومتغيراتها، ظلت الضنية على حال من التواصل والإنسجام مع كل ما كان يتم على المستوى السياسي والإقتصادي والإداري والديني لمدينة طرابلس".
وأشار إلى أن المؤلف "مزج في كتابه العلم والتاريخ بالأدب والثقافة، وزاوج بين العقل والعاطفة والبيئة والإنسان والحاضر والماضي، فكان موضوعياً في مكان وذاتياً في مكان آخر"، لافتاً إلى أنه "أبرز الحياة البشرية والتعامل بين الناس في المجتمع القروي إجتماعياً وثقافياً وأماط اللثام عن أساليب العيش والفكر والقول والعمل والعلاقات في المجتمع والأسرة والقيم الأخلاقية والدينية، وهو بذلك حقق هدفاً تأريخياً لحياة الناس والمجتمع بعيداً عن تاريخ الأسياد والملوك. والتاريخ الحديث هو الذي يعنى بتاريخ الجماعات وليس الأفراد".
مرعب
ثم القى رئيس قسم التاريخ في الجامعة اللبنانية ـ الفرع الثالث الدكتور خالد مرعب مداخلة، اعتبر فيها ان "الكتاب ليس كتاب تاريخ، انما هو كتاب موسوعي صغير عن الضنية يتضمن موادا تاريخية، لان هناك ملاحظات وعلامات استفهام كثيرة عليه من جهة اعتباره كتابا تاريخيا".
ورأى أن "علم التاريخ الحديث لم يعد تأريخ ودراسة أحداث الماضي، بل أصبح في إنطلاقته الجديدة تأريخاً للحياة البشرية منذ انطلاقتها، وهو يعالج أمور الإنسان وحياته كلها وتراكم خبرات البشرية، وهو يسهر على تطور حياتنا ويعيش حاضرنا ويؤسس لمستقبلنا".
وأشار إلى أنه "سبق هذا الكتاب كتاب للدكتور قاسم الصمد عن تاريخ الضنية، وآخر لفدى هوشر عن تاريخ بلدة سير، ما يعطي أهمية للبحث التاريخي المناطقي نشجعه، لأنه تأخر في نشأته، ولأن الإهتمام في السابق كان مقتصراً على المركز الذي كان جبل لبنان أيام المتصرفية والقائمقامية، أما المناطق الملحقة به بعد ولادة دولة لبنان الكبير، ومنها الضنية، فلم يهتم أحد بتاريخها، حتى الكتب المدرسية، ما دفع أبناء هذه المناطق للتقدم وتولي هذه المهمة".
وأشار إلى أن الكتاب الذي "يضم محاور عديدة عن الضنية، مرت فيه روايات كثيرة بلا تمحيص أو بلا تدقيق علمي، من الناحية التاريخية البحتة، شكلاً ومضموناً، كما أنه يضم مواضيع وقضايا تعتبر هامشية تتعلق بحياة الناس وعاداتهم، وهذا الإهتمام يعكس جانباً من مدرسة جديدة في كتابة التاريخ تسمى الحوليات، وهي فجرت ثورة في مجال كتابة التاريخ في أوروبا، لجهة دعوتها لكتابة التاريخ العام وحياة الأفراد والمجموعات، وليس الحكام فقط".
يوسف
ثم ألقى مؤلف الكتاب، محمد يوسف، كلمة قال فيها إنه "نعود في الطبعة الثالثة من كتاب الضنية عبر العصور بإطلالة شاملة تواكب كل جديد خلال سنين خلت. إطلالة نكشف من خلالها عن تاريخ وجغرافية وموقع الضنية، وعاداتها وتقاليدها ومميزاتها وأهم مقوماتها، وهي أقرب إلى الدراسة التوثيقية، منطلقين من المقارنة بين القديم والحديث، وهي النظرة الأمثل لتطور مجتمعنا، والإعتقاد بان السعي للحداثة لا يعني إهمال تاريخنا وتراثنا".
وجرى بعد ذلك توقيع الطبعة الثالثة من الكتاب، ثم أقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.