سفير تركيا يجول في الضنية: مستعدون للمساعدة
قام السفير التركي في لبنان تشاغاتي أرجيس بجولة في بلدات وقرى الضنية، على رأس وفد تركي ضم مسؤول الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" في لبنان سرهات كوتشوتورك، ورئيس المركز الثقافي التركي في لبنان جنكيز أراوغلو، ورافقه في الجولة رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية ورؤساء بلديات وفاعليات إجتماعية وثقافية.
بخعون
المحطة الأولى لأرجيس كانت في مقر إتحاد بلديات الضنية في بلدة بخعون، حيث كان في استقباله سعدية ورؤساء بلديات المنطقة، حيث رحب سعدية بزيارة السفير التركي، مشدداً على "ضرورة تطوير العلاقات اللبنانية ـ التركية، وتحديداً على الصعد الإنمائية والإقتصادية وتعزيز الروابط بين البلدين"، مشيراً إلى إنه "بعد انضمامنا إلى اتحاد بلديات العالم التركي عقدنا إتفاقات توأمة مع عدد من الإتحادات البلدية التركية، أبرزها كوتاهيا ومرمرة وإزمير، من أجل تعزيز التعاون بيننا وبينهم، والإستفادة من خبرات البلديات والإتحادات البلدية التركية في مجالات التنمية، وكانت لنا فرصة المشاركة في مؤتمرات عدة في تركيا إطلعنا فيها على تجارب السلطات المحلية فيها، وقد لمسنا تقارباً وتشابهاً كبيراً بين مناطقنا ومناطقهم".
ثم ألقى رؤساء بلديات الضنية الحاضرين مداخلات سريعة حول أبرز المشاريع التي تقوم بها بلدياتهم، والمشاريع الملحة التي يريدون القيام بها، وأبرزها مشاريع الصرف الصحي، المسلخ، معامل فرز وتسبيخ النفايات، محطة تكرير الصرف الصحي. وقد أملوا أن تقوم وكالة "تيكا" واتحادات البلديات التركية التي عقدوا معها إتفاقات توأمة بمساعدتهم في تنفيذ هذه المشاريع.
ثم ألقى السفير أرجيس كلمة قال فيها إن "زيارتي الحالية إلى الضنية هي الأولى إليها، وستتبعها زيارات أخرى بالتأكيد"، مشيراً إلى أن "وكالة "تيكا" مستعدة لتقديم المساعدة في تنفيذ مشاريع تنموية في الضنية، إضافة إلى البلديات واتحادات البلديات التركية التي عقدتم معها إتفاقات توأمة، وهم عندما سيأتون إلى لبنان قريباً سيقدمون مشاريع للمنطقة يمكنكم الإستفادة منها".
وأكد أرجيس أنه "لا ينبغي أن تذهبوا إلى تركيا، بل بعد عقدكم إتفاقات التوأمة فإن على الأتراك أن يأتوا إلى هنا ويسهموا في تنفيذ المشاريع المقترحة من قبلكم"، موضحاً أن "أول شخص تعرفت إليه من الضنية منذ قدومي إلى لبنان هو رئيس إتحاد البلديات محمد سعدية، وهو رئيس جيد ومندفع ونشيط".
وأكد أرجيس أنه "سأزور الضنية مستقبلاً، وسأجول فيها قرية قرية، وهذا الهدف من وراء زيارتي للمنطقة، ولن تقتصر زياراتي على البلدات التي يوجد فيها مواطنون من أصول تركية أو تركمانية"، لافتاً إلى أن "أبواب مكتبي مفتوحة أمام الجميع، ولن أوفر وسيلة لأقنع المسؤولين الأتراك بمساعدة بلديات وبلدات الضنية، وزيارتها إذا أمكن، وتنفيذ مشاريع حيوية فيها".
كفربنين
وبعدما أقام الإتحاد حفل غداء على شرف السفير التركي والوفد المرافق له في مطعم أبو النواس في بلدة سير، توجهوا إلى بلدة كفربنين في أعالي جرود الضنية، حيث قام الوفد بتفقد مبنى البلدية والمركز الصحي الموجود في المبنى الذي قامت وكالة "تيكا" بتجهيز بعض معداته، بعدما قدم الإتحاد الأوروبي معدات للمركز بالتعاون مع البلدية وجمعية إنماء كفربنين. وجال ورئيس البلدية محمود ابراهيم في أرجاء المبنى والمركز، حيث أبدى السفير التركي إعجابه به وبـ"الجهد الذي بذل من أجل إنجازه بما يؤمن للأهالي الحصول على الخدمات الضرورية".
بدوره، رحب إبراهيم بزيارة السفير التركي إلى البلدة، وهي الثانية التي يقوم بها سفير تركي في لبنان إليها، شاكراً الحكومة والسفير وتيكا "على ما قدموه للبلدة والمنطقة من مشاريع وخدمات تنموية".
حوارة
بعد ذلك إنتقل الوفد إلى بلدة حوارة المجاورة، وهي البلدة التي يقطنها مواطنون من أصول تركمانية، حيث كان باستقباله حشد من الأهالي الذين استقبلوه بالزغاريد والأرز والورود، وإطلاق عبارات الترحيب به باللغة التركية، وسط الأعلام اللبنانية والتركية وصور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والسفير أرجيس.
وبعد قيام السفير والوفد بجولة تفقدية في أرجاء البلدة، عقد إجتماع موسع في مقر مكتب الضنية التابع لرابطة التركمان في لبنان، تحدث فيه أولاً رئيس جمعية إنماء حوارة محمد عبد الرزاق تركماني، الذي رحب بالوفد ومبدياً إعتزازه "بالوفود التي جاءت ونحن ننتمي إليها وتنتمي إلينا، وقد كبرت قلوبنا بوجودها بيننا".
ثم ألقى إمام مسجد حوارة الشيخ مصطفى تركماني كلمة حيا فيها "الوفد الزائر إلى بلدة حوارة المتواضعة، التي فرحت بقدومكم، وهي تتشرف بزيارتكم لها"، لافتاً إلى أن هذه البلدة "هي كغيرها من قرى التركمان النائية في لبنان، وهي بحاجة ماسة جداً إلى نظرة إنماء كريمة من جنابكم، وكلنا أمل أن تكون هذه الزيارة بداية ربيع قرى التركمان في الضنية ونهاية خريفهم".
وألقى سعدية كلمة، أوضح فيها أن إتحاد بلديات الضنية "لا يقوم بتقديم خدمات وتنفيذ مشاريع في حوارة وسواها من القرى والبلدات الأخرى في المنطقة، لأن الإتحاد قانوناً لا يحق له العمل إلا في البلديات المنضمة إليه"، مشيراً إلى أن "استحداث بلديات جديدة في قرى الضنية، ومنها حوارة، هو مسؤولية الأهالي ووزارة الداخلية فقط دون غيرهما، ونحن نأمل أن تستحدث بلديات جديدة في الضنية في جميع القرى التي تسعى لتحقيق ذلك".
ثم ألقى السفير أرجيس كلمة قال فيها: "أعترف أنني تأخرت بزيارتي إلى الضنية، إلا أنني الآن أقول أنه جيد أنني تركت زيارة هذه المنطقة الجميلة إلى هذا الوقت"، مشيراً إلى أنه "يوجد علاقات تاريخية عميقة بين تركيا ولبنان، ونسعى لإبقاء هذه العلاقات مستمرة على جميع الصعد، ويجب أن يكون للطائفة التركمانية في لبنان دور في ذلك، لأننا نعتبر التركمان جسر عبور هام بين تركيا ولبنان، ونحن في تركيا نحب أن يكون التركمان أفضل طبقة في لبنان، وأن يعملوا ويتعلموا، ونحن في الدولة التركية سوف نسعى لتحقيق ذلك".
وأضاف: "أنتهز هذه المناسبة لأقول لكم أنه في 15 تموز جرت محاولة إنقلاب فاشلة في تركيا من قبل خونة، ولكن بإرداة الرئيس رجب طيب أردوغان وإرادة الشعب في تركيا تخطينا هذه المرحلة. وإننا نشكر حوارة والضنية والشعب اللبناني على وقوفهم إلى جانب تركيا والحكومة التركية، وإن تركيا بعد هذه المحاولة الإنقلابية الفاشلة قد أصبحت أقوى، وهي ستستمر في تقديم المساعدات للشعب اللبناني، وإلى أهالي حوارة نقول إن مشاكلكم هي مشاكلنا، وسنبقى إلى جانبكم لأنكم أهل لنا".
وأوضح السفير أرجيس أن "مسؤول وكالة تيكا الذي استلم مهامه منذ أيام، يأمل أن يطلع منكم على المشاريع التي تحتاجونها من أجل تنفيذها في بلدتكم، كما أن المركز الثقافي التركي سوف يفتتح قريباً فرعاً له في مدينة طرابلس سيساعدكم في تعلم اللغة التركية"، مشيراً إلى أن "الحكومة التركية تعتمد طريقتين لنشر اللغة التركية في لبنان والعالم، الأولى تدريسها في المراكز الثقافية التركية، والثانية إرسال مدرسين أتراك إلى مناطق وقرى نائية لتعليم أبنائها اللغة التركية، ونحن سنسعى لإرسال أستاذ تركي إلى حوارة لتعليم أبنائها اللغة التركية، شرط توافر عدد كاف من الطلاب".
طاران
ثم إنتقل الوفد إلى بلدة طاران، حيث كان في استقباله رئيس البلدية أسامة طراد وحشد من الأهالي وقام بجولة في الأحياء الداخلية للبلدة التي قامت البلدية مؤخراً بتأهيلها، وهي لاقت إستحسان وإعجاب السفير والوفد.
مراح السراج
ختام جولة السفير التركي والوفد كانت في بلدة مراح السراج، حيث زار "مركز الضنية للتنمية الذهنية" وجال في أرجائه، ومكاتب مجلة "صدى الضنية" حيث قدم له المشرف العام على المجلة الدكتور رياض عثمان المجلد السنوي الأول من المجلة.
ثم تفقد السفير والوفد برفقة رئيس بلدية مراح السراج عبد الفتاح علام مبنى ثانوية مراح السراح الرسمية، وجال في أرجائها، قبل أن يغادروا المنطقة.