وفداً برلمانياً فرنسياً في ضيافة اتحاد بلديات الضنية للبحث في سبل التعاون بين البلدين
إستقبل رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، في مقر الإتحاد ببلدة بخعون، وفداً فرنسياً ضم عضو حزب "الجمهورية إلى الأمام" النائبة مارتين وونر، النائب الفخري في الحزب إيف سانسي ومستشار كتلة "يمين الوسط" أحمد رفاعية، يرافقهم مستشار النائب فيصل كرامي ياسر عبوشي، رجل الإعمال محمد عودة، مريم كبارة، في حضور مدير المركز الرقمي الفرنكوفوني الدكتور عماد القصعى ،رؤساء بلديات ،مخاتير وجمعيات وهيئات.
وونر
وونر التي تنتمي إلى كتلة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتحتل منصب نائبة رئيس مجموعة الصداقة اللبنانية ـ الفرنسية ونائبة رئيس البرلمان الفرانكوفوني، قالت إن "للزيارة إلى لبنان ثلاثة أهداف، الأول الإلتقاء والتحدث مع جهات وشخصيات لبنانية عدة، من أجل وضع خطة عمل لتعزيز العلاقات اللبنانية ـ الفرنسية، وتعزيز الفرانكوفونية، خاصة في مجال تدريب ومساعدة الأساتذة والمعلمين في المدارس الرسمية اللبنانية، وتعلم الطلاب اللغة الفرنسية بشكل صحيح".
وأضافت: "أما الهدف الثاني للزيارة فتتعلق بمسألة النازحين السوريين الموجودين في لبنان، لأن الرئيس إيمانويل ماكرون يقود حملة تفكير مع دول أوروبية أخرى تتعلق بموضوع عودة النازحين السوريين إلى بلدهم، وفرنسا تلعب دوراً مهماً في هذا المجال على المستوى الأوروبي، وترى أنه يجب التوصل إلى تدابير يحافظوا فيها على دورهم في الرقابة على الدور الروسي في سوريا بما يخص عودة النازحين، بالتعاون مع الأمم المتحدة والمفوضية العليا لشؤون النازحين، وفرنسا إلتزمت إستقبال 10 آلاف نازح سوري على أرضها، منهم لاجئون سياسيون وآخرون مرضى، وهؤلاء لن يمكنهم بأي شكل من الأشكال العودة إلى سوريا".
وتابعت: "أما الهدف الثالث للزيارة فيتعلق بوضع مسيحيي الشرق، وأنا أعمل في باريس في مركز يراقب وضع المسيحيين في الشرق، وعندي برنامج للإجتماع مع شخصيات لبنانية مسيحية بهذا الخصوص".
سعدية
بدوره قدم سعدية عرضاً مفصلاً للوفد الفرنسي عن واقع الحال في منطقة الضنية بكل خصائصها، قبل أزمة النازحين السوريين وخلالها وصولاً إلى اليوم، وأن منطقة الضنية تعتبر الأجمل والأفضل من حيث طبيعتها وطيبة أهلها في لبنان، وأن بلدة سير الضنية التي اختيرت عام 2016 أفضل بلدة في لبنان برأي اللبنانيين، كانت حتى عام 2012 تعج بالسياح والمصطافين اللبنانيين والعرب، ولا يوجد فيها أي منزل فارغ وغير مستأجر، والطلب أكبر من العرض".
وقال: "منذ عام 2012 وحتى الآن، فقد تم إشغال جميع الوحدات السكنية التي كانت مخصصة للسياحة والإصطياف من قبل النازحين السوريين، بحيث أن منطقة الضنية تستوعب ما لا يقل عن 75 ألف نازح سوري، ما يشكل نحو 50 % من سكان المنطقة".
وأضاف: "نتيجة لذلك أقفل العديد من المطاعم التي كانت تعمل في المنطقة، وتوظف مئات العاملين بشكل يومي، وهذا ما جعل حركة السياحة تنخفض بشكل كبير وملحوظ وتتأثر سلباً بوجود النازحين السوريين".
وقال: "إن 50 % من أهالي الضنية يعتاشون من قطاع الزراعة بشكل مباشر، و20 % منهم يعتاشون من قطاع الزراعة بشكل غير مباشر، وأن المنتجات الزراعية الضناوية تغرق الأسواق المحلية وتنخفض قيمتها بسبب عدم تصديرها إلى الخارج نتيجة إقفال الحدود بسبب الأزمة السورية، ما انعكس سلباً على الإنتاج الزراعي في المنطقة وتسويقه، إقتصادياً وإجتماعياً ومعيشياً".
وأضاف: "بالنسبة للعمالة فإن معظم العاملين في المهن الحرة المتعلقة خصوصا بقطاع البناء والعاملين في المحلات التجارية فقد أصبحوا من السوريين، لأن العامل السوري يتقاضى راتباً أقل، برغم أنه يحصل على مساعدات من الدول المانحة، بينما اللبناني بحاجة إلى مبالغ أكبر لكي يؤمن قوت عياله، وهذا ما دفع أهالي المنطقة للبحث عن مجالات وفرص عمل خارجها، وإلى أن يحل مكانهم سوريون، ما يؤدي إلى انعكاسات خطيرة تؤدي إلى تغيير ديموغرافي في البنية السكانية في المنطقة".
وقال: "بالنسبة للعلاقات الفرنسية ـ اللبنانية فنسعى أن تكون في أوج وأحسن حالاتها، والحفاظ على الفرانكوفونية في لبنان، ودعم المناطق، من خلال تأمين منح دراسية للطلاب، وتوثيق عناصر المودة وعلاقات الصداقة والأخوة بين البلدين".