طرابلس عاصمة للثقافة العربية ندوة للمجلس الثقافي

933     March 19, 2019

نظم المجلس الثقافي للبنان الشمالي ندوة بعنوان"طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2023- المكونات والمقومات الحضارية والثقافية"  في إطار أيام طرابلس الثقافية في موسمها الثالث وبرعاية وزارة الثقافة وغرفة التجارة والصناعة والزراعة تحدث فيها مدير معهد المخطوطات العربية ومعهد البحوث والدراسات في القاهرة التابعين لجامعة الدول العربية الدكتور فيصل الحفيان والكاتب الدكتور خالد زيادة.
وحضر الندوة في مقر الغرفة الدكتور مصطفى الحلوة ممثلا الوزير السابق محمد الصفدي، كمال زيادة ممثلا الوزير السابق أشرف ريفي، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة توفيق دبوسي، نائب رئيس المجلس الدستوري القاضي طارق زيادة، رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، رئيس بلدية بخعون زياد جمال، مديرة كلية الآداب والعلوم الإنسانية –الفرع الثالث الدكتورة جاكلين أيوب منصور، ممثل التيار الوطني الحر جميل عبود، مسؤولة قطاع العزم الثقافي فاديا دوماني، وحشد من رؤساء ورئيسات الجمعيات والهيئات الثقافية ومهتمين.
منجد
وتحدث رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجّد فقال: لقد أخذنا على عاتقنا في المجلس الثقافي للبنان الشمالي أن يكون القرار الذي إتخذ من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم " الكسو" بتسمية طرابلس عاصمة للثقافة العربية العام 2023 بسعي دؤوب من قبل المدير العام السابق لوزارة الثقافة فيصل طالب، نلتقي اليوم لنتحدث في هذا الموضوع ، الذي نتابعه منذ ثلاث سنوات ونستعد له بإحياء العديد من الأنشطة الثقافة والفكرية والفنية وإبراز الإمكانات والطاقات التي تزخر بها طرابلس، في السينما والمسرح في الغناء والموسيقى في الرسم والشعر والرواية والقصة، في كل المعالم الحضارية والتراثية والمستقبلية معا.
أضاف:نتابع تحركنا لتأمين التخطيط ووضع الدراسات التي نرى أنها ستساعد في إنجاح هذه الإحتفالية وتهيئة الظروف التي بإمكانها المساعدة في تحقيق غاياتها المرجوة لاسيما لجهة أن يكون عام 2023 عاما بل عرسا للفرح والبهجة والثقافة والفكر طوال ذلك العام وليس لثلاثة ايام فقط.
وقال:لقد نجحنا في تحقيق التشابك والتفاعل بين الهيئات الثقافية الاساسية في طرابلس والشمال وصولا إلى الإتفاق بإقامة إتحاد في ما بيننا وقد خطونا خطوات ملموسة في هذا المجال من خلال المؤتمر التأسيسي الذي عقدناه منذ أشهر قليلة في مقر الرابطة الثقافة وإتخذت خلاله توصيات ستظهرلاحقا.وإننا على ثقة بأن تشكيل الحكومة الجديدة سيساهم في تفعيل الخطوات المرتبطة بقرار إعلان طرابلس عاصمة للثقافة العربية، آملين من معالي وزير الثقافة والمدير العام المبادرة إلى تشكيل اللجنة المحلية التي ستشرف على تنظيم وإدارة هذه الإحتفالية وإعداد البرامج والأنشطة ورفعها إلى مجلس الوزراء وبالتالي إلى مقام رئاسة الحكومة لتخصيص الموازنة المطلوبة .
زيادة
وتحدث الكاتب الدكتور خالد زيادة مشيرا إلى أهمية مشاركة الدكتور الحفيان في هذه الندوة نظرا لدوره في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم(ألكسو) التي أقرت الإعلان عن إحتفالية طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2023 وقال: إن تراثنا العربي غني جدا وهناك ملايين المخطوطات التي لم تحقق حتى الآن والمنتشرة في العواصم العربية والإسلامية وفي العواصم الأوروبية ايضا،وهذا يحتاج إلى جهد كبير،حيث كان هناك قبل 50 عاما جهد وإهتمام كبيرين بالمخطوطات على صعيد طرابلس حتى ان المستشرقين الغربيين كانوا يهتمون بتاريخ الحضارة الإسلامية.
وعدد زيادة ما قامت به الجمعيات المختصة في طرابلس للكشف عن العديد من المخطوطات والوثائق لاسيما منها تلك التي شارك فيها شخصيا والتي شملت إصدارالسجل الأول من وثائق المحكمة الشرعية في طرابلس،وقال:ان اهمية هذه الإحتفالية تكمن في التذكير بهذه الحضارة العميقة وبهذا التراث الكبير الذي ينبغي ان نلتفت إليه.
وتابع:ان إحتفالية طرابلس للثقافة العربية من شأنها إظهار التراث المعماري او المخطوط، او المكتوب والتعريف به،سيما وان التراث الطرابلسي مهم جدا لأنه يتناول تاريخ المدينة والمنطقة لأن ولاية طرابلس كانت تمتد من اللاذقية إلى جسرالمعاملتين،وأظن ان المسافة الزمنية من الآن وإلى العام 2023 موعد هذه الإحتفالية ليست كبيرة إذا كنا نريد فعلا ان نحيي هذه المناسبة بمايليق،ولا بد ان تكون اللجنة المقترحة محلية ولبنانية وعربية من ذوي الإختصاص الذين كان لهم باع في هذ المجال ويمكن الإستعانة أيضا ببعض الخبرات من وزراء ثقافة سابقين الذين إشتغلوا في مجال إحياء تراث طرابلس امثال الدكتورغسان سلامة طارق متري.
وقال:ان حدثا بمثل هذه الأهمية ليس حدث طرابلسي او على المستوى المحلي ولا يمكن ان نحيي فقط مجموعة من المحاضرات او المعارض المحلية، هذا حدث كبير ينبغي ان تشترك به منظمات دولية من الأونيسكو امثال مندوبة لبنان في الأونيسكو السفيرة سحر بعاصيري التي ستضع إمكانياتها في سبيل هذا الحدث وان قد تكلمت معها بهذا الخصوص. 
الحفيان 
كما تحدث الدكتور فيصل الحفيان فركز على جدليّةِ العلاقة ما بين الإنسان والمكان،  مؤكدا على مقولة أرسطو"أنّ كلّ موجود فهو متمكّن "ومن ثمّ ناقش مسألة المدن ونشوئها ككائنات حضاريّة يرتبط وجود بعضها بمسائل ظرفيّة متغيّرة وطارئة،فالمدن او العواصم السياسية  يرتبط وجودها بأبعاد تاريخيّة وعلميّة وثقافيّة وانتاجيّة  ثابتة لا تتغير ولاتموت، حتّى ولو عانت من بعض الضمور والتقهقر أحيانا، وتوقّف عند مفهوم المدينة كجزء لا يتجزّأ من التراث الإسلامي الذي ارتبط ببناء مئات المدن، وأقام الدليل على أنّ طرابلس  هي من مدن النوع التاريخي، ودعا المثقفين والباحثين الطرابلسيين إلى إعطاء هذه المدينة التاريخية الثّغْريّة المرابطة  حقَّها لجهة  تدوين تاريخها وتاريخ علمائها. 
وأشار إلى ان طرابلس مدينة مائية قد نشأت عبر الحقب التاريخية القديمة منذ الفينيقيين إلى الصليبيين على شاطىء البحر ثم أقيمت المدينة بعد الفتح الإسلامي عند ضفة النهر مؤكدا ان إحتفالية طرابلس كعاصمة ثقافية في العام 2023 لا بد من الإستعداد له مع الإحتراز ان الدعوة لإعادة النظر في التراث وان إستدعاء التاريخ والتراث لا يعني السكن فيه،نحن لا نريد ان نرجع إلى الماضي ولكن نريد ان نستخدم هذ الماضي وقودا يحفزنا في الحاضر وفي المستقبل.
وقال:نحن نعاني من مشكلة إنفصام في الحياة الثقافية، إما تراثي لاعلاقة له بالعصر وإما عصري حداثي لا علاقة له بالتراث فكيف يمكن ان نأتي بجسر حتى نرمم او نصل بين الأمرين؟هذه مشكلة العرب اليوم مشكلة القطيعة مع التراث وعدم الإنخراط  في العصر،فإذا اردنا لطرابلس ان تستمر وهي مستمرة ان شاء الله،كما كانت في التاريخ بنفس الزخم والقوة والقدرة على الإستمرار،فعلينا ان نستدعي التاريخ من ناحية وان ندخلها في العصر من ناحية اخرى،هذه هي المعادلة التي ينبغي ان تكون خاصة في ما يتصل بالمدن لأنها ممثلة العقل الجمعي لهذه الطائفة او لهؤلاء الناس الذين يعيشون على هذا المكان.