عادت أزمة توزيع المياه في القرنة السوداء لترخي بثقلها على أبناء بلدتي بشري وبقاعصفرين في ظل الخلافات المتجددة بينهم على أحقية الاستفادة من المياه. والمخيف أن هذا الخلاف القائم منذ سنوات على بضعة أمتار مكعبة من المياه، يكاد يتحول الى صراع سياسي وطائفي.. مخاوف من فتنة مائية بين الضنية وبشري!
عادت أزمة توزيع المياه في القرنة السوداء لترخي بثقلها على أبناء بلدتي بشري وبقاعصفرين في ظل الخلافات المتجددة بينهم على أحقية الاستفادة من المياه.
والمخيف أن هذا الخلاف القائم منذ سنوات على بضعة أمتار مكعبة من المياه، يكاد يتحول الى صراع سياسي وطائفي، في ظل المحاولات الجارية من قبل البعض لتغيير أو تعديل الجغرافيا اللبنانية لأعلى قمة في لبنان، والتي تُجمع كل الدراسات على أنها تعود إداريا للضنية، وفق ما يوضح رئيس اتحاد البلديات محمد سعدية، مؤكدا أن مديرية الوثائق في الجيش اللبناني تمتلك الأدلة والوثائق على صحة هذا الكلام.
تقع القرنة السوداء التي ترتفع اكثر من ثلاثة الاف متر عن سطح البحر، في مثلث قضاءي بشري والضنية ومحافظة البقاع، وهي منطقة جبلية تتميز بوجود «ثلاجات» مياه طبيعية يستخدمها مزارعو الضنية في ري اراضيهم الزراعية في الجرد، وكذلك يستفيد منها ابناء منطقة البقاع وابناء بشري الذين أنشأوا مشاريع سياحية عدة على سفوحها.
وفيما كان تقاسم المياه من دون اعتراضات، إلا أن السنوات الماضية سجلت حصول إشكالات عدة بعد قيام عدد من ابناء بشري بقطع خراطيم المياه التي يستخدمها مزارعو الضنية في ري أراضيهم، وقد تجدد هذا الأمر أخيرا بشكل خطير، عندما قامت مجموعة من المسلحين في بشري بالتعدي على الرعيان وقطع كل خراطيم المياه، الامر الذي اثار حفيظة ابناء بقاعصفرين وكاد ان يؤدي الى ردات فعل لولا تدخل بعض العقلاء، ودخول مرجعيات سياسية طرابلسية على خط الازمة.
فقد دخل الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي على خط المعالجات، فكلف الأول الدكتور محمد الفاضل إجراء الاتصالات اللازمة مع المعنيين من رؤساء بلديات وقوى أمنية، بهدف قطع الطريق على المصطادين في الماء العكر، بحسب ما يوضح فاضل، مشيرا الى ان الاتصالات لم تتوقف وهناك اصرار على متابعة هذه القضية خشية تفاقم الأمور.
أما كرامي فتوجه الى المنطقة وجال على عدد من المزارعين واستمع الى شكاويهم، وعقد اجتماعا مع فعاليات الضنية، وقال: لقد قمنا باجراء اتصالات مع مخابرات الجيش ونشكر حرصهم على الاستقرار، ولكن الموضوع تخطى الخطوط الحمراء، وأصبح لا يطاق، فهناك اناس متضررون لان أراضيهم تروى من خراطيم المياه المسحوبة من ثلاجات القرنة السوداء، لذلك نأمل ان تحسم مخابرات الجيش والمسؤولون المعنيون امرهم قبل ان تتفاقم الامور ونصل الى مشكلة امنية.
من جهته يعتبر رئيس الاتحاد محمد سعدية ان القضية تتجاوز مسألة المياه، مشددا على ضرورة عدم السماح لأي طرف بإذكاء الفتنة، داعيا الدولة الى لعب دورها.
وكان رئيس بلدية بقاعصفرين ـ الضنية سعد طالب، ناشد الجيش والأجهزة الأمنية «التدخل العاجل لإيجاد حل للنزاع بين أهالي الضنية وبشري في القرنة»، محذرا من «تفاقم الأمور في حال عدم التوصل إلى حل».
في المقابل، عبّر نائب رئيس بلدية بشري جوزف فخري عن الالتزام بالقرارات الصادرة عن وزارتي الطاقة والبيئة والتي تقول بمنع التعديات على ارتفاع 2400 متر ايا كانت كونها تعتبر محمية ولان المخزون لا يخص بشري او الضنيه بل كل لبنان، مطالبا بعدم التعدي على «النسافات» فتحصل خلافات ويتدخل الجيش على اثرها ويتعاون معنا ومعهم حيث تم الاتفاق على السماح لهم بـ4 ثلاجات لحين انشاء بركة لتجميع المياه في بقاعصفرين اما من ناحية الأرض فلدينا صكوك ملكية وأوراق تؤكد ان الاراضي تعود لاهالي بشري.
(السفير-عمر ابراهيم)