وزير الزراعة الدكتور عباس الحاج حسن في الضنية

714     December 19, 2023

أطلق وزير الزراعة الدكتور عباس الحاج حسن حملة التحريج العام في الضنية من بلدة كفربنين، بالتعاون مع جمعية إنماء كفربنين الخيرية، بحضور النائب عبد العزيز الصمد، رئيسة مصلحة الزراعة في الشمال سونيا الابيض وفاعليات شاركوا في الحملة التي قدمت خلالها وزارة الزراعة ألف غرسة من الأشجار الحرجية، وتحديداً أشجار اللزاب والعرعر، لكي يتم غرسها في المنطقة.
بعد إلقاء عبد الوهاب السيد كلمة باسم الجمعية رحب فيها بالوزير والحضور، متمنياً "وضع الضنية على رأس أولويات وزارة الزراعة"، ألقى الحاج حسن كلمة شكر فيها الحضور على حفاوة الإستقبال، واعداً "بالعمل ما أمكن على تلبية مطالب المنطقة بما تسمح فيه الظروف والإمكانات المالية المتوافرة في الوزارة".
واختتمت جولة الوزير الحاج حسن في الضنية بلقاء حواري مع الفعاليات البلدية والزراعية في مبنى إتحاد بلديات الضنية في بلدة بخعون، في حضور قائمقام القضاء جان الخولي، مقبل ملك مستشار الرئيس نجيب ميقاتي، رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، رئيسة مصلحة الزراعة في الشمال سونيا الأبيض، ورؤساء الدوائر والأقسام وموظفين في المصلحة، ورؤساء بلديات وجمعيات ومخاتير وفاعليات.
سعدية
بعد النشيد الوطني اللبناني ألقى سعدية كلمة أشار فيها إلى "أننا في الضنية مقاومون في سبيل البقاء على قيد الحياة، ومن أجل تأمين حياة كريمة ولقمة العيش، والبحث المضني عن أبسط مقومات الحياة بكرامة، في منطقة يعتاش 70 في المئة من سكانها على قطاع الزراعة، 50 في المئة بشكل كلي، و20 في المئة بشكل جزئي، وفي ظل معاناة يرزح تحتها القطاع الزراعي في الضنية الذي يشهد تراجعاً سنوياً".
وأوضح سعدية "أننا نعاني في المنطقة على كلّ الصعد. فمنذ 4 أشهر لم ندفع رواتب الموظفين في الإتحاد، ووصلنا إلى الدرك الأسفل مادياً، وإنْ كنّا معنويا ما نزال حتى الآن صامدين. وكما بقية القطاعات، فإن العاملين في القطاع الزراعي يعانون من عدم قدرتهم على تصريف الإنتاج، وعلى شراء أسمدة وأدوية وبذور وشتول وأغراس، أو دفع أجور عمال وتكاليف الإهتمام والعناية بالأراضي الزراعية".
ولفت إلى أنّ "المزارعين في الضنية محرومون على كل الصعد، وباتوا لا حول لهم ولا قوة، وما نطلبه أن تهتم الدولة بهم لكي يستطيعوا الحياة بحدّ أدنى من الكرامة ومن الإكتفاء الذاتي، ودعم المزارعين كي يستطيعوا البقاء في أراضيهم والصمود فيها وعدم تركها وإهمالها".
الحاج حسن
بعد ذلك ألقى الحاج حسن كلمة أكّد فيها "أننا ننتمي إلى هذه المنطقة قلباً وقالباً، بكل تفانيها وبساطتها وعفويتها وتطرفها في الإنتماء إلى الدولة. لكن للأسف الحرمان في الضنية كبير جداً وكأن هذه المنطقة ليست جزءاً من هذا البلد. لا كهرباء، ولا طرقات، ولا إنماء ولا تنمية، فكيف تنتمي هذه المنطقة للدولة، وكيف يكون عند أهلها إنتماء للدولة؟".
وأضاف: "هذا توصيف لما تعيشه الضنية ومناطق أخرى محرومة، لأنّ الحكومات المتعاقبة همشت القطاع الزراعي وأهملته، على اعتبار أن بقية القطاعات تعمل بلا أي مشكلة، وتحديداً قطاعي السياحة والخدمات، وعلى رأسها الخدمات المصرفية، إلى أن جاءت الأزمة وبعد ذلك الحرب الأوكرانية فكشفت أن البلد لا يوجد فيه قمح ولا خبز، وأن المواطنين يذلون في سبيل الحصول على ربطة خبز".
وتابع: "علينا العمل والإهتمام بالقطاع الزراعي بهدف تأمين سلة غذائية في لبنان تؤمن الإكتفاء الذاتي، وتلبية إحتياجات السوق المحلية، مع الإهتمام بالتصدير وتخفيف أكلاف الإنتاج في القطاع الزراعي".
وقال: "سألنا الهيئات المانحة عن المبالغ التي دفعوها طيلة السنوات الماضية لقطاع الزراعة، فتبين أنها بمليارات الدولارات، لكن للأسف كانت نتيجة هذا الدعم صفراً لأنّ هذا الدعم، كما في أغلب القطاعات ذهب للأزلام والمحاسيب والزبائنية السياسية وليس إلى المزارعين بسبب غياب الرقابة".
ودعا الحاج حسن المزارعين في الضنية وكل لبنان إلى "التسجيل في السجل الزراعي الذي تعده وزارة الزراعة، الذين بلغوا حتى اليوم 40 ألف مزارع في كل لبنان، من أجل تسهيل حصولهم على الدعم الذي تقدمه الوزارة، وتنفيذ مشاريع زراعية مختلفة بات تمويلها في أغلبه يأتي من جهات مانحة، في إطار خطة وضعتها الوزارة لتطوير القطاع الزراعي وزيادة الإنتاج".
وأكد الحاج حسن أنّ الوزارة "ستقدم كل ما تملك من إمكانات، وهي للأسف قليلة، لتطوير القطاع الزراعي وحملات التشجير الوطنية وغيرها، وتنفيذ مشاريع زراعية صغيرة أو كبيرة، حسب الإمكانات المتوافرة".
وبما يتعلق بفتح أبواب تصدير الإنتاج الزراعي اللبناني إلى دول الخليج وعلى رأسها السعودية، أكد الحاج حسن بأن "السعودية هم أهلنا وناسنا وأحبتنا، شاء من شاء، وأبى من أبى، وهي تقدم الغالي والنفيس في سبيل لبنان، وقريباً إن شاء الله سيعود تصدير الإنتاج الزراعي اللبناني إليها، لكن الأمر يحتاج إلى وقت، ومتابعة، واتخاذ تدابير متعلقة بآليات تصدير الإنتاج الزراعي اللبناني".
وأعقب ذلك مداخلات ونقاش بين الحضور والوزير الذي ردّ على أسئلة واستفسارات الحضور.